الحراك الشعبي السلمي الذي شهدته محافظة ادلب في الجمعة الماضية، كان ملفتًا بحق، وهو الذي عبر عن حالة الغليان الثوري الشعبي، حيث أعيد انتاجه من جديد، ومن ثم فقد راحت الكثير من قطاعات الشعب السوري في ادلب تبني حراكها لتؤسس عملًا مدنيًا منسجمًا مع الفوران الشعبي العام، ضد أية محاولات لغزو ادلب.
(مصير) حاول استقراء ذلك مع السيد رضوان الأطرش رئيس الهيئة السياسية السابق في ادلب، والناشط في الحراك الشعبي السلمي. فسألناه عن الحراك الشعبي السلمي في محافظة ادلب، ضمن ظروف الانتظار لعدوان محتمل عليها لا قدر الله؟ وهل هناك تنسيق بين القوى المدنية؟ ومن هي القوى التي تنسق لذلك؟ وهل يمكن أن نشهد تحركًا شبيهًا بما حصل من مظاهرات في جمعة سبقت؟ وهل يؤثر ذلك على جملة معنويات الناس في ادلب؟ وماذا أُعد لجمعة الغد؟ وهل من خلافات حول تسمية الجمعة كما سمعنا؟
السيد رضوان الأطرش قال ” بدأ الحراك الشعبي السلمي في ادلب مؤخرًا كما بدأ في بداية الثورة يحمل طابع العفوية والشعبية وتفاعلت جماهير الشعب مع الأحداث الجارية وآخرها تصريحات ديمستورا مبعوث الامم المتحدة التي لاقت استهجانا واستنكارا من قبل الجميع والتي خرجت عن مهامه الرسمية الموكلة له .
كانت المظاهرات الاخيرة تعبيراً عن إرادة الشعب باستمرار الحراك ورفض أي شكل للعدوان الروسي والاسدي”. وتابع الأطرش يقول ” من خلال متابعة المظاهرات لاحظنا بعض العشوائية وعدم التنظيم وتداعينا كنشطاء حراك شعبي لتكثيف العمل والاتفاق على ميثاق للتظاهر السلمي والشعبي، ولاقى هذا الميثاق استحساناً لدى النشطاء والفعاليات .من خلال ميثاق التظاهر ومن أحد بنوده عدم تسييس المظاهرات وأدلجتها، وكان الاتفاق على التنسيق بين جميع القوى السياسية والثورية والادارية على أن تكون المظاهرة مزيلة باسم البلدات والمدن، وبعيدة عن أي تبعية للقوى الأخرى، وسبب ذلك أن تحمل المظاهرة طابع العفوية والشعبية ” وقنا هل من جهود جماعية فأكد الأطرش بقوله” تابعنا الأمر أكثر مع معظم النشطاء فوجدنا جهودًا جماعية وفردية، لكن لا يوجد أي تنسيق بينها، ونتج عن ذلك صدور أسماء للجمعة مختلفة، وبعضها لا يخدم المرحلة التي تمر بها سورية عامة والثورة خاصة”. ثم قال ” هذه الجمعة سيظهر فيها أسماء مختلفة وكان الهدف واحدًا هو إحياء روح الثورة في النفوس من خلال الحراك الشعبي السلمي، وما زلنا نحاول رأب الصدع وهناك تباشير جيدة أهمها مظاهرة واحدة في ادلب ترفع علم الثورة وتنادي بالحرية والسلام”. وعن تفاؤله أكد أنه ” بالتأكيد ستوجه من خلال المظاهرة شعارات وهتافات تدعو لبث التفاؤل ورفع المعنويات للمدنيين والمقاتلين على الثغور”. وفيما يتعلق بالجمعة القادمة قال ” كما أسلفنا سابقًا نحاول رأب الصدع واصلاح الخلاف الودي غير المقصود، وسببه فقط عدم التنسيق وهناك ردود ايجابية حيال ذلك،
ونَعدُ الجماهير (بعون الله) أن تكون الأيام القادمة أكثر تنظيمًا وانضباطًا ومن خلال الحراك سننقل رسائل للداخل والخارج”.