يلتقي وزيرا الدفاع التركي خلوصي أكار نظيره الروسي سيرغي شويغو في أنقرة بعد غد (السبت) في أنقرة لإجراء مباحثات حول العديد من الملفات، أبرزها اتفاق إدلب الأخير الذي تم التوصل إليه خلال لقاء رئيسي البلدين في مدينة سوتشي الروسية في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وقال أكار: «سيكون لدينا محادثات مع وزير الدفاع الروسي حول اتفاق إدلب.. يوم السبت سنجد فرصة لمناقشة هذه المسألة وغيرها مع شويغو، وبالتالي نود مواصلة عملنا هنا بنجاح أكبر».
ومن المنتظر أن تستضيف إسطنبول في اليوم نفسه قمة تركية – روسية – ألمانية – فرنسية ستبحث اتفاق إدلب ومرحلة التسوية السياسية في سوريا.
وأكد آكار، في لقاء مع وكالة أنباء الأناضول الرسمية أمس أن قسما كبيرا من العناصر المتشددة انسحب من المنطقة العازلة منزوعة السلاح بإدلب، وتم تسليم أسلحتهم الثقيلة، مشيرا إلى انخفاض في انتهاكات وقف إطلاق النار بنسبة 90 في المائة.
ولفت أكار إلى أن تركيا كانت على قدر المسؤولية في المناطق التي نفذت بها عمليات عسكرية شمال سوريا، حيث تمكنت من تطهير مساحة ألفي كيلومتر مربع من الإرهابيين وحيدت 3 آلاف إرهابي من «داعش» في عملية درع الفرات.
وعلى صعيد اتفاق خريطة الطريق في منبج مع الولايات المتحدة في 4 يونيو (حزيران) الماضي، قال أكار إن الدوريات العسكرية التركية الأميركية المشتركة في منبج ستبدأ خلال أيام قليلة بعد استكمال التدريب المشترك.
وتسير القوات التركية والأميركية دوريات مستقلة في منبج منذ 18 يونيو الماضي، تنفيذا لما اتفق عليه البلدان.
كان وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، أعلن مؤخراً البدء في تدريباتٍ للقيام بدورياتٍ مشتركة في منبج، إلا أنه لا تغييرات في المهام العسكرية إلى الآن، حيث لا تزال الدوريات العسكرية التركية والأميركية مستقلة عن بعضها، إضافة إلى وجود قوات فرنسية في المنطقة ذاتها.
ويسيطر مجلس منبج العسكري، وهو فصيل مسلح غير موال لتركيا، ويضم بعض أبناء المدينة، ويتكون من فصائل عسكرية عدّة كانت تقاتل ضد النظام السوري، على المدينة حالياً، لكنه نسّق في وقتٍ سابق مع تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الذي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية غالبية قوامه، أثناء معركة تحريرها من «داعش» منتصف العام 2016، الأمر الذي زاد من مخاوف تركيا من السيطرة الكردية التامة على المدينة. وتطالب تركيا بانسحاب الوحدات الكردية منها وفق خريطة الطريق وتتهم واشنطن بالتباطؤ في هذه الخطوة وتهدد بالتدخل العسكري إذا لم يتم سحب مسلحي الوحدات الكردية.
وقال أكار: «نحتاج للتحضير والقيام بعمليات تدريب للعناصر العسكرية التركية والأميركية في إطار القيام بدوريات مشتركة هذه المرحلة بدأت في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري ولا تزال مستمرة حاليا في غازي عنتاب.. وعقب الانتهاء من التدريبات المشتركة بين الجيشين التركي والأميركي ستبدأ الدوريات المشتركة في منبج بعد أيام من التحضيرات»
وشدد الوزير التركي، مجددا، على أن بلاده لن تسمح بإقامة أي ممر إرهابي في الشمال السوري، من شأنه تهديد أمن تركيا واستقرارها وراحة شعبها.
على صعيد آخر، قالت تركيا إن إنقاذ الصحافي الياباني، جومبي ياسودا جاء على يد أجهزتها الأمنية والاستخباراتية بعد نقله من محافظة إدلب في سوريا.
وذكر والي هطاي (جنوب تركيا)، أردال أطا، أن قوات الأمن وأجهزة الاستخبارات التركية تمكنت من إحضار الصحافي الياباني إلى تركيا، مساء أول من أمس الثلاثاء.
وأضاف أن الصحافي كان مجهول الهوية لدى إحضاره من سوريا، ولم يكن يحمل هوية أو إثبات شخصية، مشيراً إلى أنه تم التأكد من هويته بعد تواصل الجهات التركية المختصة مع الجانب الياباني. وحول كيفية إنقاذه، قال الوالي: «لم تُنفذ أي عملية عسكرية لإنقاذه، فالعثور عليه جرى بعد عمل دؤوب من قبل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التركية».
وكان كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوجا، قال في مؤتمر صحافي، إنهم تلقوا معلومات من قطر تفيد بإطلاق سراح الصحافي «ياسودا»، والمختطف منذ عام 2015.
وأضاف سوجا لوكالة «رويترز»: «تم إبلاغنا بوجوده (ياسودا) في مركز للهجرة في أنطاكيا جنوب تركيا.
واختطفت جماعة مسلحة ياسودا في يوليو (تموز) 2015، في منطقة تسيطر عليها «جبهة النصرة سابقا» بريف جسر الشغور، بعد وقت قصير من دخوله سوريا.
وكانت وسائل إعلام يابانية تحدثت سابقاً عن أن «جبهة النصرة» (المنضوية حاليا ضمن هيئة تحرير الشام) أسرت ياسودا، بعد دخوله سوريا من تركيا في يونيو 2015، لكن الهيئة نفت أمس ضلوعها باختطافه.
كان ياسودا وجه، في مارس (آذار) 2016، رسالة مصورة إلى أسرته وبلده، طالباً مساعدته في إطلاق سراحه.
في غضون ذلك، ألقى الأمن التركي، ليل أول من أمس، القبض على اثنين من عناصر تنظيم داعش الإرهابي المدرجين على اللائحة الحمراء، عقب دخولهما من سوريا إلى كيليس في جنوب البلاد.
وأطلقت فرق الدرك التركية عملية في ولاية كيليس بالتنسيق مع الادعاء العام الجمهوري في الولاية إثر بلاغ باستعداد إرهابيين اثنين من «داعش» التسلل إلى تركيا بطريقة غير قانونية.
وألقت فرق الدرك القبض على اثنين من إرهابيي «داعش»، خلال عملية أمنية، عقب التأكد من دخولهما إلى البلاد بطريقة غير شرعية وكشفت تحقيقات الأمن التركي أنهما مواطنان فرنسيان من أصل مغربي، مدرجان على النشرة الحمراء، ويدعيان اختصارا «ر. ل» و«س. إ».
وعقب الإجراءات الأمنية بحق الإرهابيين المذكورين تم نقلهما إلى المحكمة التي أمرت بحبسهما على ذمة التحقيق.
المصدر: الشرق الأوسط