يبدو أن الأنظار باتت مركّزة نحو إسطنبول أكثر، بغية تسريع الحل السياسي في سورية، بعد “نعي أستانة” من قبل المبعوث الأميركي إلى سورية، جميس جيفري، والذي يُجري زيارة إلى تركيا والأردن، ومصادقة وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، على تصريحاته.
وفي سبيل ذلك، أعلنت الرئاسة الروسية، اليوم الأربعاء، عن التوصّل إلى اتفاق مبدئي بين روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا، لعقد قمة رباعية جديدة بين هذه الدول حول الوضع في سورية بإسطنبول.
وقال مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، في مؤتمر صحافي: “إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على عقد قمة أخرى في إسطنبول “في حال دعت الحاجة إلى ذلك”، حسب ما نقلت وكالة “الأناضول” التركية.
ويبدو أن الإعلان الروسي جاء بعدما أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائهما السبت على هامش قمة العشرين في الأرجنتين، ضرورة عقد قمة جديدة لبحث الوضع في محافظة إدلب السورية.
ورغم أن قمة إسطنبول الأولى، والتي عقدت أواخر الشهر الماضي، وتركّزت مباحثاتها حول اتفاق “المنطقة منزوعة السلاح” في إدلب بين روسيا وتركيا، إضافةً إلى مباحثات حول اللجنة الدستورية التي يتم العمل على تشكيلها لإعداد دستور جديد للبلاد، لم تخرج بنتائج يمكن اعتبارها جوهرية، إلا أنها تبدو بمثابة محطة أولى نحو تسريع الحل السياسي في سورية، بعد نعي أستانة من قبل واشنطن، وموافقة أنقرة، العضو الضامن الثالث لأستانة.
وقال الوزير التركي، اليوم، ردًا على دعوة مبعوث الولايات المتحدة الخاص لشؤون سورية جيمس جيفري، لإنهاء “مسار أستانة”، إنه “تصريح جانبه التوفيق، ولا أعتقد أنه يعبّر عن رأي جيفري الشخصي”.
يأتي ذلك في وقت يُجري فيه المبعوث الأميركي زيارة إلى الشرق الأوسط تشمل تركيا والأردن، ما بين 5 و14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، لبحث الملف السوري، وذلك بعد يومين من تصريحات له نعى فيها محادثات أستانة السورية.
وبحسب بيان صادر عن الخارجية الأميركية، يرافق جيفري في جولته المرتقبة، مستشار الوزارة جويل رايبورن.
وذكر البيان أن جيفري سيلتقي القادة الأتراك ويبحث معهم آخر التطورات في سورية، وسيشكل مع المسؤولين في تركيا “مجموعة العمل رفيع المستوى بشأن سورية”.
أما في الأردن، فمن المنتظر أن يبحث جيفري مسألة مواصلة الضغط بأعلى مستوى على النظام السوري، ويدرس مع المسؤولين الأردنيين الخطوات تجاه الحل السياسي الذي ينص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وقبل يومين، نعى المبعوث الأميركي مسار أستانة حول سورية، الذي تقوده الدول الضامنة (تركيا، وروسيا، وإيران) بعد فشلها في تشكيل اللجنة الدستورية، داعياً في الوقت نفسه إلى العودة إلى مسار جنيف الأممي.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، قد أكد فشل اجتماعات أستانة (11)، الأسبوع الماضي، في تشكيل اللجنة الدستورية، بعد 10 أشهر من إقرارها، وذلك مع فشل الدول الضامنة في التوافق على القائمة الثالثة المشكلة لمنظمات المجتمع المدني.
المصدر: العربي الجديد