رائد جبر
أعلن الكرملين أمس، أن تطورات الوضع في سوريا كانت على رأس محاور البحث خلال اتصال هاتفي أجراه الرئيس فلاديمير بوتين مع المستشارة الألمانية أنجيلا مركل.
وأفاد بيان أصدره الكرملين أن الجانبين اتفقا على مواصلة التنسيق بهدف تنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال القمة التي جمعت فضلا عن زعيمي روسيا وألمانيا كلا من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وزاد البيان الرئاسي الروسي أن بوتين وميركل «أجريا تبادلا موسعا وتفصيليا للآراء بشأن الوضع في سوريا، بما في ذلك حول تشكيل اللجنة الدستورية»، مؤكدا أن الحوار استند إلى الاتفاقات في القمة الرباعية.
وأكد الطرفان سعيهما إلى تعزيز الجهود الرامية إلى مساعدة تسيير العملية السياسية في سوريا بالتنسيق الوثيق مع منظمة الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية طويلة الأمد للأزمة السورية، في حين أعرب دبلوماسي روسي تحدثت إليه «الشرق الأوسط» عن قناعة بأن المحادثة الهاتفية تدخل في إطار الاتصالات التي تجريها موسكو مع الأطراف المختلفة لترتيب قمة رباعية جديدة، علما بأن أوساطا دبلوماسية روسية كانت أشارت في نهاية العام الماضي إلى أن الموعد التقريبي لهذه القمة قد يكون في نهاية الشهر الأول من 2019.
وأوضح المصدر أن موسكو تسعى إلى تعزيز اتصالاتها مع الطرفين الألماني والفرنسي على ضوء التطورات الأخيرة وقرار الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا في مسعى لوضع تصور مشترك لآليات التحرك اللاحقة بما في ذلك على صعيد دفع ملف تشكيل «الدستورية» ومناقشة مسألة إطلاق برامج إعادة الإعمار وتسريع العمل لتحقيق إنجاز ملموس على صعيد ملف عودة اللاجئين.
في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع أن الوزير سيرغي شويغو بحث مع نظيره التركي خلوصي أكار، في اتصال هاتفي الوضع في إدلب على ضوء التطورات الميدانية الأخيرة.
ولفت البيان إلى أن الوزيرين اتفقا على استمرار التعاون والمحافظة على آليات التنسيق التي أقرها الجانبان سابقا. وزاد أن الوزيرين تناولا خلال مكالمتهما «فضلا عن الوضع في منطقة إدلب عددا من الملفات المتعلقة باستقرار الوضع في سوريا وقضايا الأمن الإقليمي عموما».
وهذا أول اتصال بين وزيري الدفاع الروسي والتركي في العام الجديد. وجرى اللقاء الأخير بينهما يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي في موسكو، بمشاركة وزيري خارجية الدولتين وقادة أجهزتهما الاستخباراتية.
وفي أعقاب المحادثات، أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، عزم أنقرة على مواصلة التعاون الوثيق مع موسكو وطهران في سوريا.
ويتوقع أن يقوم الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قبل نهاية الشهر الجاري، بزيارة موسكو، لإجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأكد الكرملين أول من أمس أن الطرفين يبحثان ترتيب جدول أعمال الزيارة من دون أن يحدد موعدا لها. فيما أشارت مصادر تركية إلى أن الرئيسين قد يبحثان جملة واسعة من القضايا، بما فيها الوضع في سوريا وشراء أنقرة منظومات «إس – 400» الروسية المضادة للجو.
المصدر: الشرق الاوسط