نائلة الامام
مفعمٌ قلبي بألوانِ الجراحْ … من كلِّ مِشمشةٍ في الغوطةِ جرحُ … من كلِّ ساقيةٍ نواحْ…غصصٌ من سَفرجلِها … من نزفِ رمَّانها … من لوزِ عينيها …من خوخها من وجنةِ التفاحْ …
من مخملِ الدرّاقِ من كرز الشفاهْ…من كرمةٍ ذبحت سبيَّهْ … في حماها المستباحْ …حين تدهمها العواصفْ … تخوضُ بدمِّها النازفْ … تستجيرُ ولا تجارْ …
جرحٌ أبيضْ …من شلو زنبقها …من فلِّها.. من جراحِ الياسمينْ
جرحٌ أخضرْ … من طعنةٍ في تينها …أصفرُ من سقمِ نرجسها …من رجعِ أنينها … وعويلها المكتومْ
أزرقُ أزرقْ … من توتها الشامي.. من آهِ بنفسجةٍ…من ليلها الدامي …من يتمها من قلبها المكلومْ …
شهقةٌ من حورةٍ سقطت شهيده … لوعةٌ من مرجها … من دوحها …من سروةٍ أضحت قعيده … من ثكل صفصافةٍ تبكي على أحبابها … في عتمة الليلِ وحيده …
سأظلُّ أبكيها … على الأيامِ ليلاً ونهارْ … ما أزهرَ في الأكوان روضٌ … ما شدا على الأيكات في صبحٍ كنارْ … إني أنا خنساؤها …. صخري أنا … هنا هنا … وقبر أمي وأبي في أيكها … في دوحها الخربِ … أهيم في عتمِ الليالي …أبكي على أشلائها … والعناقيدُ شهيده … فوق أكتافِ الدوالي … أنا أنا خنساؤها … قتيلها جميلها … أنا أنا … أنا قيسها المجنونْ