إلى الذين تشرّدوا في أنحاءِ العالم، عاشوا على هامشِ أوطانِ الآخرين.
خرجتُ أبحثُ عن أُمي وعنواني
و اغْرورقَ الدمعُ في أوصالِ وجداني
و دارتْ الأرضُ حولي و هي نائحةٌ
كسيرةَ القلبِ تشكو جَوْرَ إخواني
ماذا أُحدِّثُ و الأحقادُ تحصدُنا ؟
كالنارِ تأكلُ محصولي و بُستاني
و القتلُ يمشي جنوناً في ضمائرنا
كالبحرِ يضربُ إعصاراً بشطآنِ
و الخوفُ من غدِنا المجهولِ يسحقُنا
وزورقُ الموتِ يرثيني و أقراني
قدْ غادروها و في نظْراتهم عتبٌ
و خبؤوها برمشِ العينِ من ثانِ
لمْ يبقَ في الدارِ طفلٌ واحدٌ أبداً
بل غيَّبَ الموتُ أحبابي و جيراني
و الذكرياتُ ربيعٌ في حقائبهم
كالياسمينِ على لوحاتِ جدرانِ
ناموا الليالي على أوجاعِ خيمتهم
و البؤسُ أغطيةٌ تحكي لحيطانِ
يا للأَحبةِ ضاعوا عند غربتهم
و عاشَ مَنْ عاشَ في حزنٍ و إذعانِ
طافوا الشوارعَ في روما فلمْ يجدوا
إلا التغرُّبَ يغريهمْ بنسيانِ
واطّوفوا بديارِ العُربِ ما وجدوا
إلا الحدودَ جحوداً فوقَ نكرانِ
لم يكفروا بالذي أغنتْ طفولتهُم
حبَّ البلاد ( بلاد العرب أوطاني )
مشايخُ النفطِ هل جفت خزائنهم؟!
أم أن فقراً هوا في ليلِ خذلانِ
فأعلنوها ضَروساً حول إخوتهم
وأتبعوها قوانيناً بحرمانِ
أينَ العروبةُ والإسلامُ يا أبتي؟!
من شَرعةٍ أغضبت ديني وديّاني
إني أظنُ وبعض الظن مأثمةٌ
بأنهم عربٌ من نسل قحطانِ!!
إني لأَعتبُ من قلبٍ يسيلُ دماً
من توأمِ الشامِ أُرْدُنّي و لبنان
فنحن منهم وهمْ منا و إنْ جهلوا
و جرحُهم في دمي ، و اللهِ أَضناني
و ” مصرُ ” ( ناصر ) هل غابت عروبتها
أمْ بدَّلتْ قلبها من وحيِ شيطانِ ؟!
نحنُ العروبةُ ملحُ الأرضِ نحفظهُ
حُباً يوحِّدُ إنجيلاً بقرآنِ
و العيدُ يأتي، و في أشواقِنا ألم ٌ
مِنْ فُرْقَةٍ مَزّقتْ شملي و خُلاني
هذي دمشقُ و كأسُ الحبِّ في يدها
يا ويْلَ مُرْتَعِدٍ من جيلها الباني
إنا نعودُ : صباحُ الخيرِ يا بردى
فابْسُطْ جناحَيْكَ بالترحابِ تلقاني
إنا على العهدِ ، لن ننسى حرائرَنا
فالشامُ أمي و مجدُ الشامِ عنواني