مصير – أمجد العربي
يقول الدكتور تغلب الرحبي ” أراد الناس أن يكون هذا الملتقى مقدمة لحوار سوري سوري وآخرون طرحوا فكرة أن يؤسس الملتقى جسما ثوريًا يجمع كل القوى الثورية ويكون مرجعية لها”.
الدكتور تغلب الرحبي شخصية وطنية سورية معروفة، ومن الناشطين المتابعين والملتزمين بمسيرة الثورة السورية، كان عضوا في اللجنة التحضيرية التي اشتغلت من انتاج الملتقى الوطني الثوري في مواجهة نهج سوتشي، التقيناه وحاورناه حول بعض المسائل التي تتعلق بالإشكالات التي رافقت عقد الملتقى، ومن ثم ما نتج عنه وما يقال عن اخطائه التي وقع فيها، وسألناه باعتباره ممن شارك في الملتقى وكان له ملاحظات كثيرة، على مجمل الممارسات وكيف يقيم هذا الملتقى؟ وهل آتى أكله كما تم التخطيط له قبلًا، وما أهم الاخطاء التي وقع فيها الملتقى وكذلك. ما قيل من أن البعض فيه كان يريد انتاج جسم سياسي ما، وكيف ينظر إلى المستقبل وفق ما تم تحقيقه في الملتقى، وما امكانيات انتاج البديل للسوريين؟ ولماذا يتأخر هذا البديل. حتى الآن؟
حيث أجاب قائلًا ” لا بد من التوضيح أولًا أن اسم الملتقى هو الملتقى الوطني الثوري السوري وليس ملتقى باريس. باريس كانت واحدة من 32 نقطة اجتماع للفعاليات المشاركة بهذا الملتقى، وأُلقيت كلمة الافتتاح من الغوطة الشرقية المحاصرة، وقد تم قصف مكان انعقاد الملتقى هناك خلال إلقاء كلمة الافتتاح، ونحمد الله أنه لم تقع إصابات جراء هذا القصف المجرم، وكلمة الافتتاح استكملت بالإضافة لكلمة أخرى ألقيت لاحقًا” وتابع الرحبي يقول” أنجز هذا الملتقى هدفه بإيصال صوت الشعب السوري والثورة السورية برفض مؤتمر سوتشي واعتباره نهجًا تنتهجه روسيا لشرعنة الغزو الروسي لسورية، و إعطاء صك براءة لجرائم الحرب التي قامت بها القوات الروسية من قبل الشعب السوري . وكان صوت الداخل السوري عاليًا وقد شاركت 11 نقطة في الملتقى من داخل سورية. طبعًا كانت هناك بعض العثرات ناجمة عن قصر فترة التحضير واستخدام التقنيات الإلكترونية لوصل النقاط مع بعضها وبث الكلمات مباشرة صوتًا وصورة وقد كانت تجربة رائعة، يجب أن تعتمدها الفصائل الثورية في المستقبل”. لكنه أكد بصراحة أن هناك أخطاء حصلت فقال “بعض الأخطاء حصلت وكانت ناجمة عن قصر وقت التحضير والحرص على الانجاز قبل انعقاد مؤتمر سوتشي، من بينها أن الوقت لم يكن كافيًا للتنسيق مع كثير من النقاط، التي كان يجب أن تشارك في داخل أو خارج سورية. والصعوبات الفنية بسبب استخدام نظام الفيوز لأول مرة، ومع ذلك تمت تغطية حوالي 80 بالمائة من النقاط المشاركة ، وبعض الأخطاء كانت بمشاركة بعض الأعضاء بمداخلات تعبر عن رؤية خاصة، بجهات سياسية معينة، رغم أن الاتفاق كان على المشاركة بصفة فردية، كما استغل البعض الملتقى كمنبر لطرح قضايا خلافية، مثل أن سورية بلد متعدد القوميات، وأنه يجب تغيير اسم الجمهورية العربية السورية، إلى الجمهورية السورية، بالإضافة لتركيز البعض على مظلومية بعض المكونات السورية، وتناسي مظلومية الغالبية التي ضحت بمليون شهيد، ومئات الآلاف من المعتقلين والجرحى وهجر منها أكثر من 10 ملايين ، كما تباينت الأهداف من قبل بعض المشاركين، رغم أن الجميع متفقين على رفض مؤتمر سوتشي، أراد البعض المشاركة فقط بقصد التعبير عن رفض هذا المؤتمر، بينما أراد آخرون رفض كل نهج سوتشي، سواء في هذا المؤتمر أو ما يليه من مؤامرات روسية للالتفاف على شرعية جنيف والقرارات الدولية، بينما أراد آخرون أن يكون هذا الملتقى مقدمة لحوار سوري سوري وآخرون طرحوا فكرة أن يؤسس الملتقى جسما ثوريًا يجمع كل القوى الثورية ويكون مرجعية لها، الغالبية اتفقت على تشكيل لجنة متابعة، لمتابعة استحقاق التصدي لسوتشي ونهج سوتشي، لأن سوتشي لم يعقد بعد وسوف تصدر عنه مخرجات خطيرة تحتاج مواجهة مستمرة ” وأردف قائلًا ” أعتقد أنه من الضروري استمرار الملتقى للتصدي لنهج سوتشي، ولرفض ومقاومة الاحتلال الروسي الإيراني، أما إنتاج جسم سياسي بديل فهذا ليس من أهداف الملتقى . إن تجمع قوى الثورة في جسم ثوري موحد يكون مرجعًا للثورة كان دائمًا مطلبًا شعبيًا ثوريًا ولكنه يحتاج إلى تحضير أكبر على مستوى القوى الفاعلة في الثورة، وليس على مستوى الأفراد، كما تم في الدعوة لهذا الملتقى، ويجب أن يكون الأساس فيه هو الداخل السوري، وهذا ما يجب أن نعمل عليه وفق هذه الرؤية في داخل وخارج الملتقي”. وانتهى الدكتور الرحبي الى القول ” أعتقد أن الملتقى حقق أهدافه بإيصال صوت الشعب السوري الرافض لسوتشي وكان علامة فارقة في هذا المسار، ويجب استمرار هذا الزخم من أجل التصدي للغزو الروسي الإيراني” منوها الى أنه
” يمكن القول إن الملتقى حصل على تغطية إعلامية مقبولة بالمقارنة مع الإمكانات المادية المتواضعة للملتقى، والتمويل كان ذاتيًا من الحاضرين في جميع النقاط”.
Muchas gracias. ?Como puedo iniciar sesion?