شكور التبان/ أبو ناصر من مواليد العشارة / البوكمال، تم قتله في سجن صيدنايا ، لأنه شترك في مظاهرة في دير الزور، أثناء العدوان على العراق في تسعينيات القرن الفائت.
شكور التبان/ أبو ناصر من مواليد العشارة / البوكمال، 1940 درس وعاش هناك، ثم كان معلمًا في مدينة البوكمال، مثال للأخلاق والقيم الإنسانية، مربيًا فاضلًا يشهد له في ذلك كل من عرفه، وهو لم يكتف بدراسة أهلية التعليم، بل تابع دراسته في الجامعية وحصل على الاجازة في الحقوق، غادر إلى المملكة العربية السعودية كمعلم لتحسين وضعه المادي، وبعد عودته إلى الوطن ترك مهنة التعليم، وسجل في نقابة المحامين في محافظة دير الزور، تزوج ورزق بولدين ناصر ومحمود وابنتين. شكور التبان رجل بكل معنى الكلمة لا يقبل الضيم، ولا يوافق على ممارسات النظام القمعية، ومواقفه اللاوطنية، انخرط في صفوف المعارضة وكان منذ نعومة أظفاره ناشطًا سياسيًا في صفوف حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي المعارض، حتى أصبح عضو قيادة فرع دير الزور لحزب الاتحاد، وكان من المشاركين الأساسيين في المؤتمر العام السادس للحزب الذي عقد في دمشق في شهر نيسان/ابريل 1973، الذي ثبت مسألة الخروج من (الجبهة الوطنية التقدمية) التي صنَّعها النظام، وسرعان ما كُشفت مقاصدها للناس والسياسيين.
تابع شكور التبان نشاطه الوطني والسياسي مع العديد من القامات الوطنية في تلك المرحلة، خلال مرحلة الثمانينات من القرن الفائت، وكانت السلطات الأمنية تتابعه وتعتبره من الخطرين على النظام الأمني المتسلط، وفي عام 1991 اعتقل مع مجموعة من أعضاء قيادة فرع حزب الاتحاد في دير الزور والكثير من النشطاء الذين كان لهم رأي معروف ضد اصطفاف النظام السوري ضد العراق، إثر مظاهرة خرجت في البوكمال نتيجة غارة جوية أميركية على المدينة وتوزيع بيان باستنكار هذه الغارة، وادانة دور النظام السوري السيء وقوفًا إلى جانب الأميركان ضد العراق وشعب العراق، وبعد مضي عامين على اعتقاله صدر عفو عنه وعن المجموعة المعتقلة معه، وعندما ذهب أهل البلد إلى منزله مستفسرين عما إذا كان قد شمله العفو أو أطلق سراحه، كانت الصدمة كبيرة حين تم إعلام أهله من قبل من خرج، أنه قد تمت تصفية أبو ناصر في سجن صيدنايا قبل خروجه، وكان عمره في حينها 51 عامًا، فكانت ردة فعل الناس في العشارة غاضبة جدًا، حيث أقيمت له مجالس عزاء ضخمة لدوره الوطني الكبير، ولصلابته في مواجهة الطغيان الأسدي. يقول عنه رفيق دربه المحامي زكي خرابة ” لقد كان شكور مثالًا للصدق والوفاء والأخلاق، مناضلًا فذًا وقدوة بالالتزام والأخلاق، كريمًا ومثالًا يحتذى به في النضال رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته”.
ونتيجة حقد النظام عليه وعلى أسرته وخاصة ابنه الناشط ناصر شكور التبان، فقد تم اغتياله في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد والده، عبر حادث سيارة مفتعل، وكل أهل دير الزور يعرفون تفاصيل ما جرى للأب وابنه ناصر، وهذا يضيف إلى سجل اغتيالات النظام إجرامًا، بقتل المناضل الوطني شكور التبان وابنه ناصر. وليس هذا بغريب عن هذا الاجرام الأسدي الذي مازال يتواصل فصولًا وفصولًا حتى اليوم. رحم الله أبا ناصر شكور التبان، والخزي والعار للقتلة.
المصدر: جيرون