وسط تأكيدات روسية عن تسيير دوريات مشتركة مع تركيا في محيط إدلب ضمن اتفاق “خفض التصعيد”، تستمر مدفعية النظام والقوات الروسية بقصف مواقع مدنية في ريفي حماة وإدلب، ما تسبب بنزوح عشرات آلاف العائلات باتجاه نقاط المراقبة التركية. وأعلنت فصائل معارضة مشروعية استهداف عناصر الدوريات الروسية، في حين فضّل بعضها الصمت منتظراً بيان الخطوة التركية المقبلة، بحسب مراسل “المدن” أحمد مراد.
الناطق باسم “جيش العزة” النقيب مصطفى معراتي، قال لـ”المدن”، إن “القوات الروسية معادية للشعب السوري ولا يمكن القبول بهم كضامنين للحل في سوريا”، وأضاف: “كل من يحاول التحرك ضمن مرمى نيراننا من الروس والقوات التابعة لهم سيكون هدفاً لقواتنا المنتشرة على خطوط الجبهة من سهل الغاب غرباً وحتى التمانعة قرب خان شيخون شرقاً، ومستمرون بالرد على استهداف القوات الروسية المحتلة والقوات التابعة لها ضد لأهلنا في ريفي إدلب وحماة”.
وتابع: “لم نسمح بتقدم الروس منذ دخولهم على خط مساندة القاتل، وسنعيد الكرة في كل وقت يتطلب منا ذلك، وتم الإعلان عن حالة التأهب القصوى لعناصر جيش العزة وأصدر الأمر لنقاط الرباط باستهداف الدوريات الروسية التي تم الحديث عنها”.
وكان قائد “جيش العزة” الرائد جميل الصالح، قد قال في “تويتر”: “كل عنصر روسي سيكون هدفاً لجيش العزة”، معتبراً أنه سيشمل كل من يتعاون مع الروس، في إشارة لقوات “الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا والذي حل بديلاً عن “الفرقة الرابعة” الموالية لإيران على خطوط القتال في ريف حماة الشمالي.
تصريحات قائد “جيش العزة” والناطق باسم الفصيل العسكري الذي يضم قرابة 2500 مقاتل ينتشرون في ريف حماة الشمالي، هو تجديد لرفض “العزة” للاتفاق الروسي-التركي حول المنطقة “منزوعة السلاح” في إدلب. إذ رفض الصالح نهاية أيلول/سبتمبر 2018 قبول الاتفاق، الذي “يقضم المناطق المحررة ويساهم في تعويم نظام الأسد”، معتبراً أن المنطقة منزوعة السلاح والتي تمتد بعمق 15–20 كيلومتراً بين مناطق المعارضة والنظام يجب أن تكون من الطرفين وليست من طرف المعارضة فقط.
الصحافي فراس فحام، قال لـ”المدن”، إن تصريحات “جيش العزة” تأتي في سياق تسجيل المواقف، وإن الضامن التركي يرغب بالحفاظ على هدوء المنطقة واستمرار “خفض التصعيد”. وأضاف: “لا يمكن لفصيل عسكري القيام بخطوات تصعيدية، فجميع الفصائل تقبل بما يقرره الضامن التركي، وعلينا النظر للحالة الإنسانية جراء الخطوات التصعيدية من النظام والمعارضة، شمالي حماة وجنوبي إدلب، مع نزوح قرابة 100 ألف عائلة باتجاه مخيمات قرب النقاط التركية، فضلاً عن كارثة قد تعصف بإدلب قريباً مع النقص في الطحين بعد تقنين الكمية ووقف عمل بعض المنظمات في الشمال السوري”.
القائد العسكري السابق في “الجبهة الوطنية للتحرير” محمد الكوريني، قال لـ”المدن”: “رغم إعلان جيش العزة رفض الاتفاق الروسي التركي إلا أنه قبل بتطبيقه لاحقاً كما بقية الفصائل العسكرية في الشمال السوري”. وتابع أن “الجبهة الوطنية للتحرير أعلنت موقفها المؤيد للاتفاق، ووافقت هيئة تحرير الشام ضمنياً، وسعت لتولي زمام المبادرة في تطبيقه”. إذ “لا يمكن لأي فصيل عسكري أن يخرج من عباءة الضامن التركي”.
وأضاف الكوريني: “ما يهم الدول الضامنة في اتفاق الشمال هو المصالح المشتركة، فإدلب إحدى أوراق الضغط التركية على الروس وتمثل ورقة مفاوضات رابحة باستمرار وجود هيئة تحرير الشام، وهي بالمقابل ورقة ضغط على الدول الأوروبية والولايات المتحدة بملف اللاجئين وفتح الحدود أمامهم”.
المصدر: المدن