فايز هاشم الحلاق
– 1 –
أَحَقًّا أيُّها البحرُ؟
أمِنْكَ الغَيْمُ والمطَرُ؟!
وَمِنْكَ الشَّمْسُ والقَمَرُ؟!
فَعِنْدَ الصُّبْحِ تَجْمَعُنا،
وفي الدَّكْناءِ تُمْسينا،
يَعودُ النُّورُ يُفْرِحُنا،
نَراها أَشْرَقَتْ شَمْسٌ،
فَنَحْيا ثُمَّ نَبْتَهِلُ،
وَقُرُصُ النُّورِ مُحْمَرٌّ،
لماذا فِيْكَ يَنْتَحِرُ؟
– 2 –
فَكَمْ صُفَّتْ عَساكِرُنا،
هُنا رَخٌ هُنا بَيْدَقْ،
هُنا مَلكٌ على فَرَسٍ
وَذاكَ الفيلُ يَحْمِيْهِ،
وجاءَ الكشُّ فانْدَحَرتُ،
وماتَ الشَّوطُ لم يَصْمُدْ،
وبَعدَ النَّومِ يَأتينا
لِيُحييِّ كُلَّ ما فِينا،
فَنلقَاهُ وَيلْقانا.
يَعودُ الشَّوطُ كالأولْ.
– 3 –
تَكَلَّمْ أَيُّها البَحْرُ!
أَمِنْكَ القُوَّةُ العُظْمى؟
أَجَابَ الصَّخْرُ مُنْكَسرٌ
وَنَارُ الكِلْسِ تَنْهارُ:
تَساوَتْ لَحْظَةُ العُمْرِ
على جَبَلٍ من الأَزَلِ
وفي الأغْصانِ وَالزَّهْرِ،
فمَا أَنْتمْ ولا نَحنُ،
ولا لَحْمٌ ولا مَاءُ،
كلانا ذرَّةٌ صُغْرى
إِلى النِّسْيانِ مَسْرَاهُ.
– 4 –
تَعالَتْ زَحْمَةُ الكَوْنِ،
سُكونٌ في أعاصِيرٍ،
مَجَرَّاتٌ مع النَّمْلِ،
أَزاهيرٌ مِنَ الطَّيْنِ،
لِتَتَركَ نُقْطَةُ المَاءِ
طَريقًا حَوْلَ مَعرفَةٍ،
فَمَنْ بِالأَمْسِ كَوَّنَها
وصيَّر ملحها فيها؟
– 5 –
(فَقَدْتَ الشَّيءَ فاتْرُكْهُ،
فَلَيْسَ العُقْمُ يُعْطِيْهِ)