هبة محمد
ارتفعت حصيلة ضحايا تفجير سيارتين مفخختين أمس الاثنين في مدينة إدلب شمال غربي سوريا، إلى 15 قتيلا و79 مصاباً. وقال مدير الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في إدلب، مصطفى الحاج يوسف، إن الانفجار الأول وقع بعد ظهر الإثنين، في حي القصور، فيما وقع الانفجار الثاني بعد وصول فرق الدفاع المدني إلى موقع الانفجار الأول، وسط تساؤل خبراء ومحللين هل يؤشر التصعيد في إدلب إلى بدء سيناريو «الخطوة خطوة» التي أعلن عنها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف؟
ارتفاع حصيلة تفجيري المدينة إلى 15 قتيلاً و79 مصاباً
وأوضح أن حصيلة ضحايا التفجيرين ارتفعت إلى 15 قتيلاً من المدنيين و79 مصاباً . وأشار إلى أن أضراراً كبيرة لحقت بالمحلات والأبنية القريبة، فيما تمكن الدفاع المدني من إخماد الحرائق التي اندلعت نتيجة الانفجارين.
وذكر مركز الغوطة الإعلامي على صفحته الرسمية ان أربعة ناشطين اعلاميين من بينهم ناشطان من أبناء الغوطة الشرقية المهجرين إلى ادلب، أصيبوا جراء تفجير دوار الجرة في مركز المحافظة. وتركز موسكو قصفها على آخر منطقة خارجة عن سيطرة النظام السوري، متخذة من ملف «هيئة تحرير الشام» ثغرة للضغط على أنقرة، كون الأخيرة ملتزمة بإيجاد حل لها يتناسب مع تطبيق اتفاق خفض التصعيد والحل السياسي، ومن الواضح انها بداية جديدة لتطبيق خطة «الخطوة خطوة» التي كشف عنها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي صرح أخيراً بأن «قادة روسيا وتركيا وإيران اتفقوا خلال لقائهم في سوتشي على إطلاق آلية الخطوة خطوة، لاستعادة إدلب شمالي سوريا من التنظيمات الإرهابية».
آخر منطقة
وتركز موسكو قصفها على آخر منطقة خارجة عن سيطرة النظام السوري، متخذة من ملف «هيئة تحرير الشام» ثغرة للضغط على أنقرة، كون الأخيرة ملتزمة بإيجاد حل لها يتناسب مع تطبيق اتفاق خفض التصعيد والحل السياسي، ومن الواضح انها بداية جديدة لتطبيق خطة «الخطوة خطوة» التي كشف عنها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي صرح أخيراً بأن «قادة روسيا وتركيا وإيران اتفقوا خلال لقائهم في سوتشي على إطلاق آلية الخطوة خطوة، لاستعادة إدلب شمالي سوريا من التنظيمات الإرهابية».
وشرح لافروف أثناء مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن ان الاتفاق يقضي «بشروع العسكريين الروس والأتراك في العمل على تحديد مناطق داخل نطاق وقف التصعيد في إدلب، لتسيير دوريات مشتركة هناك» عازياً السبب إلى تعثر تنفيذ اتفاق أيلول/سبتمبر بين موسكو وأنقرة حول إدلب، وتدهور الوضع بشكل ملحوظ نتيجة بسط جبهة النصرة سيطرتها على نحو 90 % من أراضي المنطقة.
ومن المؤكد ان تركيا لا يرضيها حال إدلب اليوم وانتشار فوضى السلاح، واستمرار تواجد المنظمات المصنفة على قوائم الارهاب الدولي، وقد تكون غير راغبة بالدخول منفردة بمواجهة مع بعض أو كل تلك التنظيمات هناك، لأسباب عديدة بينها انها لا تريد فتح جبهات ثانوية تشتتها عن هدفها الأكبر حيث تحارب «الإرهابيين» منذ سنوات داخل أراضيها وخارجها، بالتالي لا بد من عمل مشترك سريع لإنهاء التهديدات هناك. وهو ما لمح اليه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حسب ما ورد في صحيفة (حرييت) التركية، حيث قال للصحافيين أثناء عودته من قمة «سوتشي» إنه «يمكن إجراء عمليات مشتركة مع روسيا وإيران في أي وقت بما يتماشى مع التطورات. لا توجد عقبة أمام هذه». وأضاف أن الأمر الأساسي بالنسبة لتركيا هو «أمن سكان إدلب».
وشدد الرئيس التركي على أن الدول الثلاث مستعدة لمواصلة تنفيذ اتفاق سوتشي، مع وجود مسؤولين عسكريين أتراك وروس يعملون بشكل مكثف لتحقيق هذه الغاية. موضحاً أن الاستخبارات التركية تعمل على منع «الأعمال الإرهابية» في المحافظة.
وأمام هذه التصريحات، يبدو ان التنسيق و التفاهمات الروسية – التركية في أعلى مستوياتها، و من غير المستبعد أن يكون هناك عمل عسكري روسي – تركي مشترك، ربما يكون جزئياً في إدلب.
الباحث السياسي إبراهيم العلبي لم يجد أي جديد في تصريحات اردوغان، وقال ان تركيا كانت ولا تزال منذ الاتفاق على إنشاء منطقة خفض التصعيد الرابعة تتعاطى مع مسألة إدلب وفق منطق المناورات مع روسيا، تماماً كما تفعل الأخيرة. فالمسألة برمتها برأي العلبي أشبه بلعبة شد الحبال وكلا الطرفين لديهما نقاط اتفاق محددة في إدلب، «منها على سبيل المثال إنهاء وجود النصرة أو هيئة تحرير الشام بشكلها وارتباطاتها الجهادية، ولكنهما يختلفان في نقاط أخرى وعلى رأسها كيفية إنجاز هذا الهدف، ولهذا السبب بالتحديد أكد اردوغان في التصريح نفسه على استمرار التوافق بين دول مسار أستانة على اتفاق سوتشي وهو ما يعني عدم إحداث أي تغيير عسكري في الوقت الحالي».
وقال الباحث السياسي لـ»القدس العربي»، إن حديث اردوغان عن عملية عسكرية محتملة مشتركة مع روسيا وإيران في إدلب ليست بعيدة عن التعهدات التي قدمتها تركيا لشركائها في مسار أستانة حول إخلاء منطقة إدلب من مقاتلي جبهة النصرة ابتداء باتفاقات خفض التصعيد وانتهاء باتفاق سوتشي الذي أنهى تصعيداً خطيراً من جهة النظام والميليشيات الموالية له وبغطاء روسيا ضد إدلب. ويعتقد العلبي أن التصعيد في الأيام الأخيرة والعودة للحديث عن عملية عسكرية ضد إدلب بالتزامن مع قصف قوات الأسد للمنطقة لا يخرج عن منطق المناورات، معتبراً وتيرة التصعيد أقل من السقف الذي يهدد بالفعل باندلاع حرب جديدة.
مهلة للأتراك
ومن الواضح أن الروس رغم انتقاداتهم المتكررة للتباطؤ التركي في تحقيق هدف تطهير إدلب من «الإرهابيين» يعطون الأتراك المهلة تلو المهلة وهذا يعود حسب المتحدث إما لعدم تبلور رؤية مشتركة لدى البلدين حول كيفية التعامل مع المسألة، أو لوجود اتفاق غير معلن بينهما.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مزيداً من الخسائر البشرية جراء التفجيرات وقال انها ارتفعت إلى 17 مدنياً بينهم 4 أطفال، فيما لا يزال 4 على الأقل من الذين قتلوا مجهولي الهوية حتى اللحظة، إضافة إلى أكثر من 51 جريحًا أصيبوا بجراح متفاوتة في التفجيرات.
ويأتي هذان التفجيران في استمرار للانفلات الأمني في إدلب ومحيطها، حيث ارتفع عدد الضحايا في المنطقة إلى 476 شخصاً في ارياف إدلب وحلب وحماة، منذ السادس والعشرين من نيسان/أبريل الفائت من العام الفائت، بينهم 132 مدنياً و 16 طفلاً و9 مواطنات.
المصدر: القدس العربي