ذكرت مصادر إخبارية محلية بريف دير الزور الشرقي أن قوات سوريا الديمقراطية «قسد» ذات الغالبية الكردية تنوي البدء بإجراء إعادة هيكلة كل من «مجلس دير الزور المحلي»، و»مجلس دير الزور العسكري»، في إجراء يؤشر إلى فقدان الثقة بالمجلسين التابعين لها.
ويبدو أن الاحتجاجات وحالة الغليان الشعبي التي تسود ريف دير الزور الشرقي، قد دفعت «قسد» إلى إجراء المزيد من التدابير الاحترازية، عبر تعيين شخصيات مقربة منها في مراكز القرار المدنية والعسكرية، وهو الأمر الذي أكده رئيس تحرير «صحيفة جسر»، عبد الناصر العايد.
وقال العايد لـ «القدس العربي» إن «قسد بدأت تنقلب على الحلفاء السابقين من العرب؛ خشية تشكيلهم مراكز قوى يصعب إزاحتها، لذلك تأتي بشخصيات جديدة مضمونة الولاء».
ولم يكن مستغرباً بالنسبة للكاتب الصحافي سامر العاني، من دير الزور، أن تقوم «قسد» بتغييب الشخصيات العربية المؤثرة عن واجهة المشهد في مناطق سيطرتها، لأنها لا تثق بالشخصيات العربية أصلاً.
وأضاف أن «هدف قسد من التعامل مع المكون العربي تطعيم كيانها بقوميات أخرى غير الكردية، حتى تنفي بذلك الصبغة الكردية عن قسد التي تُدار من قيادات «حزب العمال الكردستاني» في جبال قنديل بشمال العراق»، وفق تأكيده.
وبالعودة إلى التغييرات المرتقبة، ربط العاني لـ «القدس العربي» بين الحراك السياسي الأمريكي والسعودي المكثف في ريف دير الزور الشرقي، وبين الهيكلية الجديدة، موضحاً أن تعيين أحمد الخبيل (أبو خولة) رئيساً لعشيرة «البكيّر» وهو الذي يشغل منصب رئيس مجلس دير الزور العسكري، نبّه قيادات جبل قنديل إلى خطورة ذلك على وجودها، وذلك نظراً للثقل الكبير لعشيرة «البكيّر» التابعة لقبيلة «العكيدات».
وكانت «صحيفة جسر» المتابعة عن كثب للأوضاع في دير الزور، قد تحدثت عن أن تحركات «قسد» جاءت على خلفية المطالبات بإشراك العشائر العربية في حكم المنطقة، خلال الاجتماعات التي جرت مؤخراً مع الوفود العسكرية الأمريكية، برفقة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان.
وأردفت الصحيفة أن خطة «قسد» الجديدة تهدف إلى تقديم شخصيات عشائرية، لزيادة التناحر بين العشائر العربية، ودفعها إلى التصادم، منعاً لتشكيل حلف ضدها.
وأشار الناشط الإعلامي، عهد الصليبي، من دير الزور، إلى تجدد الخلاف الداخلي بين تشكيلات «قسد» الكردية والعربية داخل ريف دير الزور الشرقي.
وأكد لـ «القدس العربي» أن الخلافات حصلت قبل يومين في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، على خلفية مصادرة مجموعات كردية لبناء كانت تتخذه مجموعة عربية مقراً لها.
ووفق الصليبي، فإن حالة من الغضب سادت المدينة بعد الاشتباكات المحدودة التي انتهت بسجن أحد أفراد المجموعة العربية، وفرار بقية العناصر.
ويذكر أن ريف دير الزور الشرقي كان قد شهد في الفترة الماضية تظاهرات؛ احتجاجاً على ممارسات «قسد» وطريقة حكمها هذه المناطق التي تقطنها أغلبية عربية بخلفية عشائرية.
المصدر: القدس العربي