منجد الباشا
السلام عليكم. تحية الحرية والثورة.. الاخوة الاعزاء يطيب لي ان ادلي بدلوي في احد الفضاءات السياسية الوطنية السورية. والتي كنا قريبين منها منذ انطلاقتها وحتى مآلها الراهن.. فكم كان تعويلنا عليها فائقا عندما شكل الاعلان أحد مرتكزات المجلس الوطني السوري للثورة السورية.. والذي تأملنا منه ان يقود الثورة وينظم صفوفها…لكن وكما نعلم جميعا. فان ذلك لم يحدث. ومن حينها.. فالإعلان بشقيه بات محسوبا على قوى الثورة المضادة شعبيا وثوريا. كونه لم ينجز الدور الذي كان مؤملا منه.. واليوم وبالرغم من العطالة التي يقرها الجميع التي تصيب الاعلان فإنني ارى. ان ذلك الدور الذي لا زلنا نتطلع اليه …لا يمكن تحقيقه طالما ان الرؤيا المتضمنة في الوثيقة السياسية الخاصة بالمؤتمر جاءت كماهي في الوثائق الكلاسيكية التي تتميز بخطابية متقنة لكنها بعيدة عن الواقع.
فواقع الوطن والثورة يفرضان على الوطنيين الاحرار ان يقدموا خطابا بعيدا عن السردية المعروفة للأحداث وتبيان المواقف منها هنا اوهناك. ومن ثم وضع النقاط على السطر وانتهى.
الاخوة الاكارم …جاء في الوثيقة ان الاعلان كان يدأب ليكون متماهيًا مع الحراك الشعبي الثوري. والسؤال.. الى اي حد تحمل هذه الجملة من المصداقية.. فهل التماهي مع الحراك الشعبي يدفع الحراك ان يشطب على الاعلان ومن معه…. كما جاء في الوثيقة ايضا…
ان الاعلان ينظر الى الوضع السوري على انه يمثل حالة تحرر وطني في مواجهة النظام وحلفائه المحليين والدوليين..
والسؤال هنا.. ايضا.. اين الاعلان من هذه الفكرة التي تتطلب خطابا اخر.. وعملا اخر.. وبرامح اخرى… كما جاء في الوثيقة..
ان غياب الدور الفاعل للمعارضة.. جعل السوريين ينتظرون ما سيسفر عنه صراع المصالح الدولية. ليتخذوا موقفا من هذا الصراع… والسؤال ايضا.. لماذا رضي الاعلان ان يكون ضمن هذه المعارضة غير الفاعلة. والمنتظرة…
اخيرا.. الاخوة الاحرار.. كما نعلم جميعا.. ان سورية مستهدفة …احتلالا.. او بسطا لنفوذ.. او تقسيما… فالوطنية الحقيقية تتطلب منا خطابا. واضحا محددا. يسمي الواقع بمسمياته الحقيقية ويقاربه بالأفكار الدقيقة والمطابقة… ومن ثم الانغماس مع الشعب.. يترجم افكاره.. وخططه ووسائله بين الناس وبين المواطنين الذين لازالوا يبحثون بضوء الشمع عن الوطني والديمقراطي. هربا من ذاك الذي التهم الوطن والمواطن ذاك الاخواني الفاسد والمفسد… اشكركم.. وأتمنى لكم التوفيق والتغيير.