لا تزال الحرائق تلتهم عشرات الكيلومترات من المساحات الزراعية والأحراج في مناطق متفرقة من أرياف اللاذقية وطرطوس حمص، وسط عجز شبه تام من قبل سلطات النظام عن إخمادها في ظل اتساع رقعتها بسبب الرياح القوية ووصولها إلى منازل المدنيين.
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر أن قرية بيت عركوش في منطقة مشتى الحلو بريف طرطوس، احترقت بشكل كامل، في ظل اتساع رقعة النار في المنطقة ووصولها إلى قرى أخرى في المنطقة.
كما اشتعلت النيران في قرية الجويخات بمنطقة عيون الوادي الواقعة في ريف حمص الغربي والتهمت مساحات كبيرة من البساتين الزراعية ومنازل المدنيين. كما تسببت الحرائق في بانياس بخسائر كبيرة في البيوت البلاستيكية واحتراق منازل مواطنين وسط مخاوف من تمدد الحرائق إلى منازل أخرى.
وبلغ عدد الحرائق المشتعلة في أرياف محافظة اللاذقية منذ فجر الجمعة، 85 حريقاً، تمكنت فرق الإطفاء من إخماد الصغيرة منها، في حين وصلت الأخرى إلى منازل الأهالي.
وقال مدير دائرة الحراج في مديرية زراعة اللاذقية باسم دوبا إن “الحرائق لا تزال مشتعلة في مناطق وقرى وادي قنديل وأم الطيور والبسيط ومستودعات التبغ في القرداحة وقرى بيت زنتوت والرامة وقرب مشفى القرداحة وفي قرى القلمون ودباش وضهر دباش الذي يمتد باتجاه المزيرعة وكذلك في بيت جبرو وفي قرى حبيت وبكاس بالحفة حيث الحريق شديد وكذلك في بشيلي وقرفيص وكفر دبيل وسربيون بجبلة”.
وقالت “شبكة أخبار مصياف” الموالية للنظام، إن الشاب السبت عثمان توفي اليوم من جراء اختناقه من الحريق في ريف اللاذقية وهو يساعد رجال الإطفاء.
ونشر الخبير في الصراعات والبيئة ويم زفيجنينبورغ في تغريدة، صوراً التقطتها أقمار صناعية، تظهر أعمدة الدخان الكثيفة شمالي مدينة اللاذقية إذ غطّت سحب الدخان دائرة قطرها أكثر من 100 كم.
وأظهرت صور آخرى مزيداً من حرائق الغابات التي اقتربت من مصفاة تكرير النفط في بانياس جنوبي اللاذقية وشمال غربي طرطوس.
وحذرت بلدية الحفة في ريف اللاذقية من خطر اقتراب الحرائق المندلعة في المحافظة من المصرف الزراعي الذي يحتوي على 150 طناً من نترات الأمونيوم. وقال رئيس البلدية: “ستحصل كارثة كبرى في حال لم يتم إخماد النيران قرب المصرف الزراعي.
وتعد هذه المادة خطرة في حال اشتعالها، إذ شهد مرفأ بيروت انفجارًا في 4 آب/أغسطس، بسبب 2750 طناً من نفس المادة. لكن رئيس البلدية أشار إلى إرسال 4 سيارات إطفاء إلى المصرف الزراعي لدرء خطر انفجار نترات الأمونيوم، معتبراً أن الوضع بات جيداً وآمناً.
وفي السياق قال نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس، فراس طلاس، إنه حصل على تسريب من داخل النظام بأن الحرائق المشتعلة هي مخطط “أسدي-إيراني”. وكتب على صفحته في “فايسبوك”: “التسريب الذي وصلني، الحرائق اتفاق أسدي إيراني للضغط على الروس بخبث شديد”. وأضاف “أراها رسالة واضحة للروس كُتبت على قصاصة صغيرة من قصاصاته السرية لتنفيذها من قبل أحد مجرميه؛ الأسد أو نحرق البلد حتى فوق رؤوسكم”.
المصدر: المدن