عدنان أحمد وعبد الرحمن خضر
مع إصرار النظام السوري على المضي بالانتخابات الرئاسية في 26 من الشهر الحالي، تكثف محافظة درعا (جنوباً) حملتها الرافضة للانتخابات والداعية إلى مقاطعتها، وفيما شجبت أحزاب في شرق البلاد الانتخابات، أطل قريب رئيس النظام رجل الأعمال رامي مخلوف بمقطع مصور جديد، بشر فيه السوريين بقرب انتهاء محنتهم.
وأطلقت محافظة درعا، الخاضعة لسيطرة قوات النظام بشكل كامل، مساء الخميس، حملة توزيع ملصقات على الجدران، تدعو لمقاطعة الانتخابات، ورفض انتخاب بشار الأسد المرشح الأبرز لهذه الانتخابات، التي يصفها معارضون بأنها مسرحية لإعادة انتخاب الأسد مرة أخرى.
وذكر “تجمّع أحرار حوران”، أن الملصقات الورقية الداعية لمقاطعة الانتخابات الرئاسية انتشرت في مدن وبلدات كويا وبيت آره وعابدين ونافعة في منطقة حوض اليرموك، إضافة إلى بلدة المزيريب في الريف الغربي للمحافظة، والكرك الشرقي والغارية الشرقية، والمليحة الشرقية وجاسم.
وحملت الملصقات التي انتشرت ضمن حملة “لا تنتخبوا الطاغية” عبارات من مثل، لا تنتخبوا مجرم العصر، ولا تنتخبوا محبوب الصهاينة، وانتخاب الطاغية يعني موت أبنائكم جوعاً ومرضاً.
كما نشرت منشورات تحذّر من استمرار الملاحقة الأمنية لأبناء درعا في حال تمت إعادة انتخاب الأسد، واستمرار حملات التهجير والنزوح إلى مخيّمات الداخل والخارج، إضافة إلى استمرار اعتقال النساء والأطفال والقصف بالبراميل المتفجرة.
ويوم الجمعة الفائت، ألغى النظام السوري عدداً من المراكز الخاصة بالانتخابات الرئاسية في محافظة درعا، المزمعة إقامتها في 26 مايو/ أيار الحالي، نتيجة تهديدات وجهها أبناء المحافظة للمسؤولين والقائمين على تلك المراكز.
وذكر “تجمع أحرار حوران”، أن النظام قرر إلغاء عدد من مراكز الانتخاب في محافظة درعا، وذلك نتيجة تهديدات وجهها أبناء المحافظة للمسؤولين والقائمين على تلك المراكز، “رفضاً منهم لإعادة تأهيل رأس النظام السوري بعد الجرائم التي ارتكبها طيلة السنوات الماضية”، وفق المصدر.
وشهدت المحافظة العديد من التظاهرات الرافضة لإقامة الانتخابات، طالب فيها المتظاهرون بإطلاق سراح المعتقلين وخروج المليشيات الإيرانية، ووضع حد لانتهاكات قوات النظام بحق أبناء المنطقة.
ومنذ عام 2018 تسيطر قوات النظام ومليشيات مدعومة من إيران على محافظة درعا، التي هجّر مقاتلو المعارضة وقسم كبير من سكانها إلى الشمال السوري برعاية روسية.
في السياق، شجبت أحزاب في شرق سورية إصرار النظام السوري على إجراء الانتخابات.
وأصدرت أربعة أحزاب موجودة في شرق سورية، وهي “الحزب الدستوري السوري”، و”لجان الديمقراطية السورية”، و”المنظمة الآثورية الديمقراطية” و”حركة الشغل المدني”، أمس الأربعاء، بيان شجب للانتخابات.
وجاء في البيان أن “النظام يصر على إجراء الانتخابات الرئاسية، “بذات الوسائل والأساليب التي يمارسها منذ عقود بالضد من إرادة السوريين ومن أي موقف وطني وسياسي وأخلاقي ينسجم مع المأساة التي يعشيها وطننا السوري منذ عشر سنوات، متجاهلاً حقوق السوريين بإحداث تحوّل ديمقراطي، يخرج البلاد من أوضاعها الكارثية، ويعيد صياغة الهوية والدولة في سورية وفق أسس جديدة”.
وأشار البيان إلى أن “الانتخابات التي يزمع النظام على إجرائها تأتي في الوقت الذي تقسّمت فيه سورية بين سلطات أمر واقع عديدة، وبعد موت آلاف السوريين في المعتقلات من دون محاكمات، واستمرار وجود آلاف المعتقلين والمغيبين قسرياً، بينما النظام يمارس عملية إقصاء، ليس فقط للسياسة، بل للمجتمع والوطن، في محاولة لتأبيد نفسه في الحكم”.
وأكدت الأحزاب الموقعة على البيان رفضها “هذه المسرحية المسماة انتخابات رئاسية، وكل ما سينتج عنها”، وتمسكها بالقرار 2254 الذي يقرّ عملية الانتقال السياسي الديمقراطي، وفق دستور جديد.
إلى ذلك، بث رامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري، أمس الخميس، مقطعاً مصوراً جديداً على صفحته في “فيسبوك”، حمل عنوان “بشرى للسوريين”، قال فيه إن “الحل الشامل سيكون في الأشهر المقبلة، وسيكون معجزة لأن جميع السوريين سيوافقون عليه”.
واستشهد مخلوف بأربع آيات قرآنية، قال “إنها دالة على أربعة أمور كلها تحمل المعنى ذاته وهو الفرج للسوريين بعد معاناتهم وصبرهم”، وفق تفسيره.
ولم يقدم مخلوف معطيات محددة عن الحل المعجزة الذي تحدث عنه، قائلاً: “الحل سيكون معجزة. كيف؟ وما الأسلوب؟ هذا أمر أحتفظ به لنفسي”.
واعتبر أن السوريين يعيشون “أشهر انتهاء الأزمة. وأتمنى أن يكون هذا الحل حقيقياً وأن يكون نهاية لمعاناة السوريين”.
كما تجنب مخلوف الحديث عن أزمته المالية مع النظام أو “أثرياء الحرب” الذين كان يذكرهم في إطلالاته السابقة.
وكان مخلوف أحد ركائز اقتصاد النظام السوري في سنوات الحرب، قبل أن تتفجر الأزمة بينه وبين النظام على خلفية مطالبة مخلوف بتسديد مبالغ مالية طائلة قيل إنها ضرائب مترتبة على شركاته، ليخرج مخلوف بعدها في سلسلة مقاطع مصورة انتقد فيها سلطات النظام.
المصدر: العربي الجديد