هبة محمد
ارتكبت قوات النظامين السوري والروسي، الجمعة، جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائمهما ضد الشعب السوري، راح ضحيتها 4 أطفال أشقاء، في مجزرة مروعة هي الثانية من نوعها خلال 48 ساعة الفائتة، وذلك بقصف مكثف استهدف قرية كنصفرة في جبل الزاوية في ريف إدلب شمال غربي سوريا، بموازاة استمرار المقاتلات الحربية الروسية في تنفيذ غارات جوية مكثفة على قرى شمال وغرب مدينة إدلب. وأدت الهجمات المكثفة منذ مطلع شهر حزيران الفائت، إلى مقتل أكثر من 100 شخص بينهم 36 طفلاً بهجمات نفذها الحلف السوري – الروسي على التجمعات والأحياء السكنية في القرى والبلدات الخارجة عن سيطرته شمال غربي سوريا.
قصف روسي
الناشط الإعلامي محمد الخطيب من إدلب قال لـ «القدس العربي» إن «طيران الاحتلال الروسي لا يغادر سماء المحافظة، ولايزال يحوم في الأجواء حتى بعد ارتكاب المجزرة التي راح ضحيتها 4 أطفال أشقاء». وبيّن المتحدث، أن الاستهداف الجوي على بلدت كوكنايا وعين شيب، يترافق مع قصف بري على قرى كنصفرة وكفرعويد وشنان جنوب ادلب.
وقال الدفاع المدني السوري إن 4 أطفال من عائلة واحدة، قتلوا أمس الجمعة، وأصيب مدنيان، بقصف مدفعي لقوات النظامين السوري والروسي بالقذائف الموجهة بالليزر، الذي استهدف منازل المدنيين في بلدة كنصفرة في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، وذلك بعد يوم واحد من مجزرة راح ضحيتها ثلاثة أطفال وأمهم، مع طفل آخر، في مجزرة ارتكبتها قوات النظام بقصف مدفعي على منازلهم في قرية بلشون جنوب إدلب.
تزامناً، استهدفت المقاتلات الحربية الروسية، الجمعة، بغارات جوية مكثفة محيط بلدة قورقنيا شمالي إدلب وعين شيب غربي المدينة، بينما نفذت قوات النظام السوري قصفاً مدفعياً وصاروخياً مكثفاً استهدف بلدات كنصفرة وكفرعويد والبارة في جبل الزاوية جنوبي. وفي ريف حلب، قالت منظمة الخوذ البيضاء، أن طفلين أصيبا في بلدة كفرنوران في ريف حلب الغربي إثر قصف من قوات النظام بقذائف الهاون استهدف القرية صباح الجمعة، ووفقاً للمصدر فإن «الطفلين كانا في مقبرة البلدة يزوران قبر والدهما فلاحقتهما قذائف الإجرام حتى إلى المقبرة» حيث تفقد فريق الدفاع المدني السوري أماكن الاستهداف وتفقد حالة الطفل في المشفى بينما تم تحويل شقيقته إلى مشفى باب الهوى لخطورة إصابتها». وكانت قوات النظام وروسيا ارتكبت الخميس مجزرة مماثلة، بحق المدنيين في قرية بلشون في ريف إدلب الجنوبي، فيما شنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية على ريف إدلب الغربي، ويأتي ذلك بعد ساعات من قصف تعرض له ريف حلب خلّف قتلى وجرحى مدنيين.
ونشر الدفاع المدني بيانًا تحدث فيها عن صعوبة عمليات الإنقاذ خلال الأيام الفائتة، نتيجة كثافة القصف، والاستهداف المزدوج بالقذائف المدفعية الموجهة بالليزر على منازل المدنيين بجبل الزاوية جنوبي إدلب. ووفقاً للبيان، فقد «واجهت فرق الإسعاف والإنقاذ في الدفاع المدني السوري صعوبة كبيرة في الوصول إلى الأماكن التي تم استهدافها لإسعاف الجرحى وانتشال الجثث، بسبب رصد قوات النظام للمنطقة واستهدافها المتكرر للطرقات، ومراقبة طائرات الاستطلاع لأي تحرك. وبعد ساعات من مجزرة قرية بلشون شنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية على الأحراش الغربية القريبة من مدينة إدلب».
وينذر التصعيد العسكري على شمال غربي سوريا بكارثة إنسانية جديدة، ووفقاً لبيان الدفاع المدني فإن «نظام الأسد وروسيا مستمران في حربهما على السوريين، بينما يطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة المنظمات الحقوقية بالوقوف بحزم إلى جانب المدنيين وتحمّل مسؤولياتهم ووقف هجمات نظام الأسد على أكثر من 4 ملايين مدني، واتخاذ موقف فعلي رادع يضع حداً لتلك الهجمات، والعمل بشكل فوري لمحاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم».
التصعيد على درعا وإدلب
ولبحث التطورات الميدانية المتسارعة والتصعيد المستمر على جنوب سوريا وشمالها من قبل النظام السوري وحليفه الروسي، اجتمع رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط مع كبير مستشاري الرئاسة التركية إبراهيم كالن في أنقرة، وبحثا التطورات الميدانية والسياسية والتصعيد المستمر على جنوب سوريا وشمالها من قبل «النظام المجرم ورعاته».
وبيّن الائتلاف السوري المعارض في بيان رسمي له الجمعة، أن النقاش دار حول «التصعيد الإجرامي على درعا وإدلب مستمر من قبل قوات النظام المجرم ورعاته، والذي يستدعي تحركاً دولياً فاعلاً يردع المجرم ويحمي المدنيين» وقال المسلط: «نرى أن لتركيا بحكم كونها أحد الضامنين في اتفاق خفض التصعيد دوراً محورياً وهاماً في هذا الصدد» وأضاف: «إن المفاوضات مع الأهالي في درعا مستمرة ولكنها متعثرة بسبب تعنت النظام المجرم وإصراره على التهجير وبعض الشروط التعجيزية».
وعلى الصعيد السياسي أكد رئيس الائتلاف أن مماطلة النظام وعرقلته المستمرة لأي جهد سياسي يجعل من العملية السياسية معادلة مستحيلة الحل، ولا بد من آليات جديدة وفاعلة من أجل فرض الانتقال السياسي في البلاد، وفق القرار 2254، وترحيل المجرمين إلى محكمة الجنايات الدولية وفي مقدمتهم رأس النظام المجرم. من جهته أكد كبير المستشارين في الرئاسة التركية إبراهيم كالن استمرار تركيا في دعم الشعب السوري وقضيته المحقة حتى تحرير بلاده من قبضة المجرمين وعودة السوريين إليها بطريقة طوعية.
المصدر: «القدس العربي»