دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض، سالم المسلط، الأربعاء، روسيا إلى الالتزام بالاتفاقيات الخاصة بمنطقة إدلب شمال غربي سوريا، واصفا الخروقات في المنطقة بأنها “استفزاز روسي” لتحقيق “مكاسب من بعض الدول”.
وأضاف المسلط، خلال لقاء مع صحفيين في إسطنبول: “كنا حريصين أن يُطرح على الطاولة في الولايات المتحدة (لقاءات على هامش اجتماعات الأمم المتحدة وما بعدها نهاية أيلول الماضي) الملف السياسي ومعرفة مصير اجتماعات جنيف واللجنة الدستورية والسلال الأربعة للعملية السياسية (الحكم الانتقالي والدستور والانتخابات والإرهاب)”.
وتابع أنه طلب من مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، خلال لقاء بالولايات المتحدة، معرفة “النهج الجديد الذي أثاره للعملية السياسية، وهو الخطوة بخطوة (لبناء الثقة والتوصل إلى حل تفاوضي)، ونخشى أن يبعدنا ذلك عن تطبيق القرار 2254”.
وهذا القرار صدر في 18 من كانون الأول 2015، ويدعو جميع الأطراف إلى التوقف عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، ويطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين طرفي النزاع للدخول في مفاوضات رسمية، وإجراء انتخابات تحت إشراف أممي، بهدف إجراء تحول سياسي.
وأردف: “طرحنا (خلال اللقاءات في الولايات المتحدة) موضوع تنقل اللاجئين السوريين بجوازات السفر، وأن يتم التعامل معهم كما يُعامل الفلسطينيون، فالنظام يطالب بمبالغ مالية كبيرة لمنح الجوازات.. طالبنا بوثائق ممنوحة من الأمم المتحدة (جواز السفر الأزرق)، وسنتابع هذا الأمر”.
التطبيع مع الأسد والعقوبات
وعن اللقاءات مع الجانب الأميركي، قال المسلط: “أردنا معرفة الموقف الأميركي من التطبيع والعقوبات بحق النظام، وكان هناك التزام بالموقف الأميركي”.
وتابع: “وكان كلامنا هو: هل يُكافؤ مجرم (النظام) بالعودة إليه ومد اليد إليه.. ولمسنا انزعاج الجمهوريين من سياسة الديمقراطيين تجاه سوريا”، في إشارة إلى إدارة الرئيس الحالي جو بايدن (ديمقراطي).
وأردف: “طلبنا أن يكون هناك تنسيق تركي أميركي شمال شرقي سوريا للتعجيل بحل قضايا المنطقة، وطالبنا بحقوق الأقليات الأخرى، وأن تكون الولايات المتحدة على مسافة واحدة منها، إذ لا يجب أن تُدار المنطقة من طرف حزب واحد”. ويقصد المسلط بهذا الحزب ما تُعرف بـ قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
واستطرد: “لفتنا النظر في القضية السورية والمسار السياسي، وردود الأفعال جيدة في الأيام الماضية بأنقرة، والانطباع الذي وصل من الجانب التركي عن البعثات الأوروبية والدولية كان إيجابيا”، دون توضيح.
وردا على سؤال بشأن مساعي التطبيع من جانب أنظمة عربية مع نظام الأسد، أجاب المسلط بأن “دول الجوار كانت مواقفها مع النظام أصلا، باستثناء الأردن”.
وزاد بأنه “خلال أيام سيكون هناك لقاء مع المبعوث الأميركي (لم يحدده) في جنيف، ونريد أن يكون الضغط على الإدارة الأميركية عبر الكونغرس، فيجب أن يكون هناك حراك في أميركا”.
النظام و”الإنتربول”
في 5 من تشرين الأول الجاري، أعادت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (إنتربول) منح النظام حق الولوج لشبكة الاتصال الخاصة به، وهو ما حذر مراقبون من أنه يعرض المعارضين للنظام في الخارج لخطر التوقيف وحتى التعذيب.
ومعلقا على هذه الخطوة، قال المسلط إن “الإنتربول خاص بالجرائم الجنائية وليس القضايا السياسية، وليس غريبا أن يتم تلفيق هكذا اتهامات (جنائية) من النظام للمعارضين، والائتلاف شكل لجنة بهذا الخصوص، وسلّم مذكرة بفرنسا (مقر الإنتربول)”.
ابتزاز روسي
وأكد المسلط أن “الائتلاف ممثل بمكونات كثيرة من السوريين، ولديه لقاءات، وستكون هناك لقاءات مع هيئة التنسيق القادمة من دمشق، ويدنا ممدودة لكل السوريين، ونسعى لتسريع الحل عبر المسار السياسي”.
وحول الأوضاع شمال شرقي سوريا والخروقات في إدلب، أفاد بأن “الإخوة الأتراك يأملون بأن يكون هناك حل لمشكلات المنطقة بدل أن تزيد، كانت هناك مطالب من المجلس الكردي بأن يفك (تنظيم “ي ب ك”) ارتباطه مع جبل قنديل (شمالي العراق)، وننتظر النتائج”.
وتابع: “لا يمكن بالنسبة لنا التعامل مع تنظيمات إرهابية، ولكن قضية الكرد قضيتنا وسندافع عن حقوقهم كما ندافع عن حقوق العرب والتركمان والسريان”.
وأردف: “لنا ثقة بإخوتنا الأتراك، ونريد أن نرى التزاما من روسيا بالاتفاقيات الموقعة حول إدلب (وأبرزها اتفاق منطقة خفض التصعيد لعام 2018).. إدلب عند تركيا خط أحمر لا يمكن أن يقبلوا بدخول النظام وروسيا للمنطقة”.
وختم بأن “التصعيد (العسكري في إدلب من جانب النظام والميليشيات التابعة له) كان حاضرا في حديثنا مع الجانب الأميركي وفي لقاءاتنا بأنقرة.. أميركا لا تسمح بتوسيع نفوذ روسيا في إدلب، والخروقات هي ابتزاز من روسيا يستهدف تحقيق مكاسب من بعض الدول”.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا