بسام شلبي
يعتبر الرئيس الروسي فلاديمر بوتين من أبرع السياسيين في توجيه الرسائل المشفرة التي تعتمد على الرمزية البصرية خصوصا في لقاءاته مع الزعماء الاجانب حيث يكون كل شيء مدروس بعناية من طريقة الاستقبال و اللباس و الاثاث و مكان و طريقة التصوير.. و يدعمه في ذلك خلفيته الأمنية كأحد خرجي “الكي جي بي”
من ابرز تلك الرسائل كان لقاءه مع ماكرون قبيل حرب اوكرانيا حيث اختار مكان الاجتماع في غرفة مستطيلة ضيقة و طاولة اجتماعات طولها اكبر بكثير من عرضها مع كرسيين متباعدين عند رأسيها ليعطي رسالة مشفرة بأن أفق النجاح ضيق و أن المسافة بين موقف روسيا من جهة و فرنسا و اوربا من جهة اخرى بعيدة جدا
و ان نشر صورة الاجتماع كانت كافية لاستنتاج مضمونه دون اي كلمات..
و عند الخروج من الاجتماع الى موقع المؤتمر الصحفي تعمد بوتين الاسراع المبالغ في خطواته ليسبق ماكرون بمسافة كبيرة قبل ان يصل لموقعه..
ليعطي رسالة اخرى ان روسيا تسارع الخطى نحو الغزو قبل ان تتمكن فرنسا او اوربا من اتخاذ موقعها او موقفها..
و بالفعل قبل ان تصل طائرته الى باريس كانت القوات الروسية تتحرك نحو الجبهات..
و قبلها بسنوات في لقاءه مع الرئيس الاسبق ساركوزي وضع في خلفية المشهد خريطة لأوربا على مجسم من جزء كروي تبدي روسيا اكبر من حجمها و فرنسا اصغر بحيث يبدو الفارق بينهما كبيرا جدا..
و الرسالة لساركوزي كانت: ان كل يجب ان يتكلم على قدر حجمه
اما الرسالة الاخبث و المنحطة اخلاقيا فكانت في لقاءه مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل حيث علم انها لا تحب او تخاف الكلاب فدخل الى الاجتماع برفقة كلب اسود كبير الحجم لارهابها
يقال أنه اعتذر لها و ادعى بأنه لا يعلم انها لا تحب الكلاب و تم اخراج الكلب لاتمام الاجتماع و كل ما كان بريده بوتين هو تسريب تلك الصورة التي تظهره و أمامه ميركل مخطوفة اللون مرتعدة الفرائس.. ليوصل رسالة سياسية مفادها: أن روسيا هي من ترعب ألمانيا
المصدر: صفحة بسام شلبي