مصير وفي حوارها مع فنان الكاريكتير السيد خالد قطاع ، حاولت الوقوف معه حول مجمل القضايا الفنية والوطنية التي دفعته ليكون رساما للكاريكتير، ويواكب الثورة السورية في كل منعرجاتها نصرًا وتراجعًا، وكان هذا الحوار شفافًا بحيث تحدث فيه السيد قطاع جوابًا لسؤال لماذا ترسم قائلًا ” الرسم أحد أدوات التعبير التي أجيدها، ورسم الكاريكاتير بالذات أهتم به لأنه يتناول الواقع السياسي أو الاجتماعي بشكل ساخر، وبتعبير موجز وسريع، لذلك أجد أن الكاريكتير أحد أدوات إيصال المعلومة السريعة في زمن يقل فيه الاهتمام بالكلمة والقراءة ويرتفع فيه الاهتمام بالصورة.” ولدى سؤاله هل عبَّر عن واقع الثورة السورية في رسوماته قال : ” لم أعبر بالشكل المطلوب، كما هو الحال لزملائي رسامي الكاريكاتير السوريين والعرب الأحرار، لكن ربما انشغالي بالحراك والعمل الثوري جعلني قليل الإنتاج في الكاريكاتير، وخاصة في بداية الثورة حيث كان جل اهتمامي منصب على العمل التنظيمي المشترك مع القوى الثورية من أجل إنجاح الثورة والتخلص من النظام الإجرامي والوصول إلى سورية جديدة حرة، إلا أن العوامل الخارجية والداخلية التي حالت دون انتصار الثورة إلى الآن، جعلتني أعود إلى رسم الكاريكاتير، وأعيد نشر الرسوم التي نشرتها سابقاً قبل الثورة والتي تسلط الضوء بشكل مرمَّز على الأمراض الاجتماعية والسياسية، والتي تشير إلى العوامل الداخلية التي تؤخر من نصر الثورة فأمراض وأخلاق النظام الأسدي نفسه نجده يتغلغل في متصدري المشهد في الثورة على المستوى العسكري والسياسي والمدني، فأمراض التسلط والاستبداد والاستغلال والاستعباد وامتهان كرامة الإنسان والتهافت والتكالب على السلطة بقوة السلاح والمال والنفوذ، هذه أمراض وعيوب أوهنت جسم الثورة وأضعفت حجته في السعي نحو الحرية والكرامة والعدالة، حيث نجد أن هذه القوى المتسلقة قد أفرغت محتواه، وأعتقد أن من مهمة النقاد من رسامي الكاريكاتير أو غيرهم تسليط الضوء بصدق وشفافية وصراحة على هذه الأمراض بقصد التخلص منها ومِمَن يحملها.” وسألنا السيد قطاع: هل يحتاج فنان الكاريكتير أن يكون سياسيًا؟ حيث قال ” فن الكاريكاتير يطرق عدة مواضيع، اجتماعية وثقافية فكرية واقتصادية وإنسانية عامة ومنها سياسية، والسائد في الكاريكاتير هو الكاريكاتير السياسي، ولا أعتقد أن رسام الكاريكاتير السياسي يجب أن يكون سياسياً ولكن من المهم أن يكون قارئاً جيداً للسياسة والتحاليل والتنبؤات السياسية.” وقلنا هل تجد بنفسك ذاك السياسي؟ أجاب ” بالنسبة لي لا أجد نفسي سياسيًا، وليس بالضرورة أن أكون سياسي، فالعمل العام الوطني الثوري له عدة وجوه وأشكال، ما يهمني أن أُبقي الضمير الثوري لدي حي متقد رغم كل الانكسارات التي نعيشها في هذه المرحلة والتي تراجعت فيها الهمم فإن روح الثورة والتغيير والارتقاء يجب أن يبقى فاعلاً فينا وأن تنتقل الثورة من شكلها العاطفي إلى شكلها الواعي العقلاني وهذه رسالتي التي أسعى للتعبير عنها دوماً “. وعن رأيه من هو الأعم من فناي الكاريكتير السوريين أكد أن ” كل من يعبر عن آلام وآمال شعبنا الثائر هو فنان مهم”. وقنا يا سيد خالد متى يمكن أن تتوقف عن الرسم؟ قال ” أتوقف عن الرسم عندما تتوقف الحياة. الحياة فيها متناقضات قديمة متجددة إذا توقفت هذه المتناقضات يتوقف التعبير عنها”. كما سألناه هل سيختلف رسمك عندما تنتصر الثورة؟ قال ” لا يمكنني التنبؤ بذلك فهذه حالة لم أعشها بعد”.
حاوره: أحمد صلال فواز حداد كاتب وروائي سوري من مواليد دمشق سنة 1947، يعتبر اليوم هو الأبرز بين كتاب الرواية...
Read more