سيطرت “حكومة الإنقاذ” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” على المقار والمستودعات والمطاحن والأفران في إدلب، التي تديرها “المؤسسة العامة للحبوب” التابعة لوزارة المالية والاقتصاد في “الحكومة السورية المؤقتة”. عناصر من “الهيئة” رافقوا مسؤولين في “مديرية الامداد والتموين” التابعة لـ”الإنقاذ”، ووضعوا يدهم على كافة المواقع بالقوة، وتم تكليف عناصر بحراسة المقار المُصادرة، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
مديرية الامداد والتموين التابعة لـ”الإنقاذ” يديرها “أبو معتز”، أحد المسؤولين في المكتب الاقتصادي التابع لـ”تحرير الشام”، وهو من قاد بنفسه المجموعات المسلحة التي سيطرت على مقار المؤسسة العامة للحبوب في ادلب خلال اليومين الماضيين. ومن بين المقار المُصادرة؛ مركز حبوب ادلب ومركز حبوب راعة، ومطحنة معرة مصرين، ومخبز الكفير، ومبنى إدارة الفرع بإدلب. القوة الأمنية لـ”تحرير الشام” هددت باقتحام مركز حبوب تل مرديخ قرب مدينة سراقب. وأصدر “أبو معتز” مذكرات توقيف بحق مسؤولين ماليين في مؤسسة الحبوب، وأصحاب محال صرافة في إدلب متعاملين مع المؤسسة. وصودرت أموال خاصة بالمؤسسة تزيد عن 100 ألف دولار.
“المؤسسة العامة للحبوب” أعلنت تعليق العمل في كافة المواقع التابعة لفرع حبوب ادلب من مراكز حبوب ومطاحن ومخابز ومؤسسات تابعة لها، احتجاجاً على سيطرة القوة الأمنية التابعة لـ”تحرير الشام” على مواقعها. وأكدت المؤسسة في بيان لها، عدم التعامل مع “مؤسسة الإمداد والتموين” التابعة لـ”الإنقاذ”، وعدم تقديم أي استقالة من مؤسسة الحبوب، والاستمرار بالارتباط مع هذه المؤسسة الثورية. وأضح البيان أن كوادر المؤسسة جاهزين لمتابعة العمل في ظل المؤسسة العامة للحبوب، وفي أي مكان تحدده الإدارة العامة للمؤسسة.
مصدر خاص في مؤسسة الحبوب أكد لـ”المدن” أن “مديرية الامداد والتموين” خيّرت الموظفين بين البقاء في موقعهم والعمل لصالحها، أو تقديم استقالتهم. قسم كبير من الموظفين والعاملين لصالح “المؤقتة” رفضوا العمل مع “الإنقاذ”، وفضلوا ترك أعمالهم.
وأوضح المصدر أن “مديرية الامداد والتموين” تريد القضاء على “المؤسسة العامة للحبوب” والسيطرة على هذه القطاع الخدمي في ادلب، وتحويله لقطاع ربحي من خلال التحكم بأسعار الطحين والخبز.
مسؤول في المؤسسة العام للحبوب في ادلب، قال في وسائل التواصل الاجتماعي: “في الوقت الذي تعمل فيه منظمة الهلال الأحمر العربي السوري التابعة للنظام في إدلب دون أي مضايقة، وترفع تقاريرها الدورية عن نشاطاتها في إدلب إلى الادارة في دمشق دون رقيب أو حسيب، تقوم مؤسسة الامداد والتموين التابعة لحكومة الانقاذ عن طريق مديرها المدعو أبو معتز بالسيطرة على مؤسسة خدمية ثورية هي مؤسسة الحبوب الحرة والتي يشهد لها القاصي والداني وكل انسان حر شريف على ما قدمته من خدمات جليلة للشعب السوري الثائر تتمثل بتأمين مادة الخبز والطحين تحت ظروف القصف والحصار”.
وتأسست “المؤسسة العامة للحبوب” منتصف العام 2014، واهتمت بتأمين الطحين للأفران في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، وتنظيم توزيعه على الأفران بسعر مدعوم. المؤسسة توسعت في عملها خلال العامين الماضيين وأصبح بإمكانها تخزين كميات لا بأس بها من الحبوب التي تشتريها من المزارعين، ويتبع لها مطاحن متعددة، ولديها أكثر من 250 عاملاً.
“الإنقاذ” سيطرت خلال الشهور الماضية على الكثير من القطاعات والمؤسسات الخدمية التي كانت تديرها “المؤقتة” في ادلب، وركزت على إخضاع المجالس المحلية في مدن وبلدات ريف ادلب لصالحها بالقوة بعدما هددتهم بقطع امدادات المحروقات وغيرها من وسائل التضييق. و”الهيئة” تدير المعابر الرئيسية، وتضع يدها على عقدة المواصلات الاستراتيجية التي تربط معظم مدن وبلدات ريف ادلب بمحيطها الحيوي.
وحولت “الإنقاذ” معظم القطاعات والمؤسسات الخدمية إلى قطاعات ربحية من خلال احتكار السلع والخدمات وبيعها بأسعار مرتفعة. شركة “وتد للبترول” واحدة من المؤسسات التي تتحكم بتجارة المحروقات والمشتقات النفطية عامة في ادلب وتتبع لـ”الهيئة”. وقامت “وتد”، الاثنين، بشراء كميات كبيرة من المحروقات في ادلب، ما تسبب بارتفاع أسعارها بشكل جنوني، واتهمها الأهالي باحتكار المحروقات والتحكم بأسعارها مع دخول فصل الشتاء.
المصدر: المدن