وائل عصام
دعا منسق عام تجمع «مصير» الفلسطيني السوري، المحامي الفلسطيني ايمن ابو هاشم، فصائل المقاومة الفلسطينية إلى تفويت فرصة استثمار التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني خلال الأيام الأخيرة منذ بدء الاحتلال عدوانه الأخير على القدس، على كل من ايران و»حزب الله» اللبناني، والنظام السوري.
وقال في حديث خاص لـ«القدس العربي» ان فصائل المقاومة الفلسطينية اليوم، امام مسؤولية وطنية وأخلاقية، تحتم عليها منع استغلال ورقة التضحيات الفلسطينية من قبل هذه الاطراف الثلاثة (ايران، النظام السوري، حزب الله) التي تاجرت في المقاومة.
وعن الانتقادات التي صدرت مؤخراً من اوساط سورية معارضة لعلاقة المقاومة الفلسطينية مع إيران، أكد ابو هاشم، ان علاقة فصائل المقاومة الفلسطينية بطهران، ادخلت العديد منهم في حالة من التناقض، موضحاً: أن «المعارضة السورية معروفة بموقفها الموحد الداعم للقضية الفلسطينية، لكن بالوقت ذاته لديهم مخاوف مشروعة من استغلال تضحيات الفلسطينيين»».
وقال المحامي الفلسطيني، ان إيران و»حزب الله» أوغلت في دماء الشعب السوري، والفلسطينيون على علم بذلك، وهذا ما يجعلنا في حالة ارتياح، وعدم الخوف من تأثير السجالات على وحدة الشارعين السوري والفلسطيني، مضيفاً «شاهدنا حجم التضامن في أوساط السوريين الأحرار مع الفلسطينيين، وفي المقابل ارتفع علم الثورة السورية في ساحات الأقصى لأكثر من مرة في الأيام الأخيرة».
وتابع أبو هاشم، بأن على السوريين عدم الحكم على الحدث الفلسطيني وفق نظرة ضيقة مبنية على علاقة بعض فصائل المقاومة الفلسطينية مع إيران. وعلى مدار الأيام العشرة من العدوان الإسرائيلي، سجلت شبكات التواصل الاجتماعي السورية المعارضة نقاشات ساخنة، حول أحقية بعض فصائل المقاومة الفلسطينية بإقامة علاقات مع طهران، المعادية للثورة السورية. لكن الكاتب السياسي المعارض للنظام السوري، الدكتور باسل المعراوي، دافع عن موقف فصائل المقاومة الفلسطينية، قائلاً: تمتلك حركة «حماس» من الاستقلالية ما يكفي لتستطيع المناورة في علاقتها مع إيران، بحيث لا تكون هذه العلاقة على حساب المبدأ والقضية والعدو.
وقال لـ«القدس العربي» إن «حماس» أكبر من أن تؤدي دور الأداة بيد إيران، مستدركاً: «دون النظر إلى التصريحات الصادرة عن بعض قياداتها، تبقى حماس تنظيماً عربياً سنياً، ولا تستطيع ان تحيد عن هذا الانتماء». وأضاف المعراوي، أن من الطبيعي والمرجح ان تحاول إيران استغلال علاقتها مع المقاومة الفلسطينية، وتحقيق ذلك مرتبط بسلوك «حماس» ومدى سماحها لطهران بذلك.
وفي السياق ذاته، وقعت قيادات سورية معارضة على بيان تضامني مع انتفاضة الشعب الفلسطيني، ومنهم رياض حجاب، وأحمد معاذ الخطيب، وأيمن أصفري، وناصر سابا، ومروان قبلان، واحمد رحال، ورياض نعسان آغا، ومحمد صبرا، وبرهان غليون. وجاء في البيان الذي تسلمت «القدس العربي» نسخة منه، انه «بمقدار ما أظهر الفلسطينيون استعدادهم للتضحيات الكبرى، كسرت انتفاضتهم الجديدة شوكة الاحتلال ووجهت ضربة لغطرسته ووضعت حداً لإمكانية الهرب من العقاب».
وأضاف أن المقاومة الشعبية الفلسطينية ربحت في هذه المواجهة الرهان الاستراتيجي واثبتت وجودها كقوة يحسب لها حساب بعدما تمادت تل ابيب في أعمال التدمير الانتقامية التي تستهدف المدنيين دون تمييز، والمباني العامة والبنى التحتية في قطاع غزة المحاصر، وكشفت في هذه المواجهة غير المتكافئة حقيقة الجوهر العنصري للنظام الإسرائيلي القائم، وأسقطت صفقة القرن المشؤومة.
واعتبر الموقعون، أن الانتفاضة الفلسطينية الحالية فضحت بالمناسبة ذاتها ادعياء المقاومة وميليشياتهم الطائفية التي استخدمت شعار تحرير فلسطين لتبرير التآمر على ثورة الشعب السوري والمشاركة في حرب الإبادة الجماعية وإزهاق أرواح مئات آلاف الأبرياء وتهجير الملايين منهم، دفاعاً عن عرش ديكتاتور (بشار الأسد) صغير وخدمة لمصالح طهران التوسعية.
وقال البيان ان «هذه الانتفاضة الوطنية تؤكد لجميع المناضلين من أجل الحرية مجموعة من الحقائق يجدر بكل الحركات التحررية وفي مقدمتهم السوريون الذين يخوضون غمار حرب شرسة ودموية ضد تحالف عدواني وعنصري غاشم، أن لا يستهينوا بها، ومنها ان وحدة القوى الوطنية هي شرط التقدم في معركة الحرية في كل زمان ومكان، وان عدم التوازن في القوى العسكرية لا يعني عدم القدرة على المقاومة وتحقيق المكاسب السياسية والاستراتيجية على طريق الانتصار، وان تفوق الحركات الثورية لا يكمن في قوة سلاحها، وانما في قوة ارادة مناضليها وايمانهم الذي لا يتزعزع بعدالة قضيتهم وقدرتهم على المبادرة والتنظيم والتمسك بالأمل مهما كانت الظروف والتحديات».
المصدر: «القدس العربي»