يعاني قاطنو مخيم الركبان، في الصحراء على الحدود السورية-الأردنية، أوضاعاً كارثية للأسبوع الثالث على التوالي، وانقطاعاً للغذاء والدواء والماء، بعدما شددت قوات النظام حصارها عليهم، بحسب مراسل “المدن” عمار حمو.
قوات النظام شددت حصارها للمخيم، المُحاصر أصلاً، فتدهورت الأوضاع الإنسانية لأكثر من 70 ألف نازح في المخيم، ما أدى إلى تسجيل عشرات الوفيات، آخرها، الإثنين، فتاة في الـ16 من عمرها.
تصريحات أردنية كانت قد ربطت ملف اللاجئين السوريين في الركبان وفي الأردن. وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، كان قد قال: “هناك مخيم الركبان للنازحين في سوريا، ونحن نجري مباحثات جادة مع روسيا حول تفكيكه وإعادة قاطنيه لديارهم”. وأضاف: “حين يرى اللاجئون في الأردن عودة لاجئي الركبان لديارهم وقراهم بأمان، سيرون في ذلك مؤشراً طيباً ويقررون العودة”.
مصدر عسكري معارض، قال لـ”المدن”: “نعلم أن مخيم الركبان يشكل حالة قلق للجانب الأردني، ولكن لا يوجد رابط بينه وبين فتح معبر نصيب. يمكننا القول إن الأردن تبحث عن حدود آمنة، وقد تفضّل أن يكون جيش النظام هو القوة المنتشرة على الشريط الحدودي من الطرف المقابل”.
وينظم سكان مخيم الركبان اعتصاماً مفتوحاً لليوم السابع على التوالي، أطلقوا فيه مناشدات للأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ووجهوا مناشدات للملكة الأردنية لإرسال المساعدات الإنسانية إلى المخيم واستقبال المرضى. ومن بين مطالبهم: “إدراج مخيم الركبان ضمن قوائم المخيمات التابعة للأمم المتحدة بهدف تحسين ظروفه وتحمّل الأمم المتحدة مسؤولياتها تجاه سكان المخيم”، بحسب ما ذكره أحد منظمي الاعتصامات لـ”المدن”.
نقطة اليونيسيف كانت قد أغلقت أواخر أيلول/سبتمبر، لأيام وعادت للعمل، وما لبثت أن أوقفت نقل الحالات الحرجة إلى المشافي الأردنية. مصادر في المخيم قالت لـ”المدن” إن النقطة الطبية كانت “بوابة الرحمة” لمرضى المخيم، لا سيما أن 70 ألف نازح يعتمدون على مراكز صحية داخل المخيم يديرها ممرضون، ولا تقدم سوى الإسعافات الأولية وبعض أصناف الأدوية”. المصادر أكدت أن المخيم يخلو من أي طبيب.
حواجز النظام شددت قبضتها على طرق التهريب التي كانت تمد المخيم بعشرات السيارات يومياً من الغذاء والدواء، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الأدوية والمواد الغذائية الأساسية. تاجر في الركبان قال لـ”المدن”: “النظام يحاصر المخيم منذ ستة شهور، وعمليات التهريب كانت تنشط من مناطق النظام في دمشق”. وأضاف: “مع الحصار شهد المخيم شحّاً بالمواد الغذائية وارتفاعاً بالرشاوى المقدمة لحواجز النظام”.
وقال التاجر: “كانت تدخل عشرات السيارات الصغيرة إلى المخيم يومياً، اليوم تدخل سيارة أو سيارتان، ما رفع أسعار المواد الأساسية في مخيم أغلب ساكنيه عاطلين عن العمل”.
مصدر عسكري معارض قال لـ”المدن”: “النظام يمارس ضغوطه على النازحين بقطع طرق الإمداد. وعدا عن الكارثة الإنسانية، فالنظام يستخدم الحصار كي يرضخ المدنيون للأمر، ويرجعوا إلى مناطق سيطرة النظام، وهذا بمثابة انتحار”.
ومعظم قاطني الركبان هم من ريف حمص الشرقي، الذين وصلوا إليه جراء المعارك بين المعارضة وتنظيم “الدولة”.
مصادر مدنية في المخيم قالت لـ”المدن”: “سكان المخيم أمام خيارين؛ إما إجراء عمليات تسوية مع النظام والعودة إلى مدنهم وقراهم، أو الخروج إلى الشمال السوري”. ورغم أن التهجير إلى الشمال السوري كان مطروحاً سابقاً، إلا أن إمكانية تطبيقه غير ممكنة حتى الآن.
المصدر: المدن